تقول الاسطورة ان عائلتى يموت رجالها و هم صغار . فقد مات والدى و هو لم يكمل الاربعين و كذلك مات اخى الاكبر و هو لم يكمل الخمسين من العمر و كذلك اعمامى و اولاد اعمامى و لقد هيأت نفسى لذلك و لقد حدث منذ اسبوعين ان دخلت فى غيبوبة لمدة ساعتين وافقت من الغيبوبة لاجد المحاليل معلقة فى يدى و زوجتى و امى و ساليناز و هم يبكون بينما سولينا تضحك و تقول بابا بابا انت كنت ميت دلوقتى . فكرت قليلا . كم كنتى ستكونين محظوظة يا سولينا اذا مت الان فلن تعانى مرار و عذاب الفقد و ماذا ستشعرى يا ساليناز اذا انتقلت الى العالم الاخر بالتاكيد ستتالمين فانا مثلا لا اخاف من الموت و لكنى اخاف من موت من احب و لكن دموع ساليناز غيرت مفهومى و اصبحت لا اخاف من الموت و لكنى اخاف من موت من احب و من عذاب من يحبونى لفقدى . وتقول الاسطورة ان الميت يشعر بما يحدث فى الخارج لمن يحب و هو ما اسوءه شعور فهو شعور العجز فانت تتألم اذا مس احدا من احبابك ضر و لا تستطيع ان ترفعه عنهم او تذيحه تعجز حتى ان تمسح دموعهم و قد تشتاق الى حضن من احضناهم فلا تستطيع . اذا كان هذا صحيحا فما اشقاك يا ابى و يا اخى و انت ترقدا الان فى قبركم و اين المفر من هذا المصير فطريق الحياة مهما طال فلن تجد فى اخره الا الموت وتذكرت قصيدة ابو العلاء المعرى
سر إن اسطعت في الهواء رويداً لااختيالاً على رفات العباد رُب لحدٍ قد صار لحداً مراراً ضاحكٍ من تزاحم الأضداد ودفينٍ على بقايا دفين في طويل الأزمان والآباد فاسأل الفرقدين عمّن أحسّا من قبيلٍ وآنسا من بلاد كم أقاما على زوال نهار وأنارا لمدلج في سواد تعبٌ كلها الحياة فما أعجب إلا من راغبٍ في ازدياد إنّ حزناً في ساعة الموت أضعاف سرورٍ في ساعة الميلاد خُلق الناس للبقاء فضلّت أمة يحسبونهم للنفاد إنما ينقلون من دار أعمالٍ إلى دار شِقوة أو رشاد ضجعة الموت رقدة يستريح الجسم فيها والعيش مثا السهاد أبَنات الهديل أسعدن أو عدن قليلَ العزاء بالإسعاد إيه لله درّكن فأنتن اللواتي تحسنّ حفظ الوداد بيد أنّي لا أرتضي ما فعلتنّ وأطواقكنّ في الأجياد فتسلّبن واستعرن جميعاً من قميص الدجى ثياب حداد ثم غردن في المآتم واندبن بشجوٍ مع الغواني الخراد
فكم اتمنى ان تصدق الاسطورة لكى لا تتالمى يا سولينا اما ساليناز و امى و زوجتى فلكم الله
|
|||||
هناك تعليق واحد:
أستاذنا
أولا : الحمد لله على سلامة حضرتك وربنا يعطيك الصحة ويطول فى عمرك ويحسن فى عملك
ثانيا : الأسطورة وإن حدثت فهى لا تزيد عن كونها أسطورة كما تفضلت حضرتك وقولت يعنى الأعمار بيد الله زى مبنقول اما عن وفاة والدك وأخيك رحمهم الله فى سن صغيرة فهذه أعمار وقد يطول عمرك لأكثر من مائة عام ولا أحد يدرى متى سيموت
بالمناسبه فيه شخص فى لبنان عمره 117 عام وتزوج وهو فى الثمانين ولسه بينجب حتى الأن وله أطفال لا تتجاوز أعمارهم 3 سنين وأكيد والده معداش 100 عام حتى .
ثالثا : سمعت إن تمنى الموت مكروه وإذا كانت بنت حضرتك بتضحك علشان فى مفهومها مت وصحيت فده علشان لسه فيها البراءة وشيفاك قدامها ولكن الطفل لما بيقد أحد والديه لما بيلاقى كل الى حواليه زعلانين وهو مش رجع بيحزن أكثر من الكبار . فعلا الى بيسبب الحزن الفراق ولكن فيه أمل نتقابل تانى بعد منعدى من بوابة الموت الى الحياة الأبدية وربنا يحسن خاتمتنا .
أخيرا : ربنا يعطيك العمر وتشوفهم عرايس وتوصلهم لعرسانهم وتجوز أحفادك كمان :)
إرسال تعليق