بسرعة دخلت اسماء الى المستشفى الاميرى فى أول يوم تتولى عملها بها نزلت من سيارتها بخطوات سريعة تحمل بين يديها البالطو الابيض لتقابلها سيدة لتسالها هل الدكتور عزيز وصل يا دكتورة لتجيبها بالاشارات دون ان تنطق لا تدرى هل وصل ام لا هى اصلا لا تعرف من هو الدكتور عزيز اصلا لتدخل حجرة الكشف لتتعرف على اثنتان من زميلاتها الطبيبات تجلس بجوارهم بعد ان تعرفهم بنفسها ثم تبادر احدهم قائلة زيزو اتأخر اليوم يارب يكون خير لتبادر الاخرى بالاجابة اعتقد انه على وصول فالساعة لم تتجاوز الثامنة و الربع لتجد الفضول قد غلبها لتسألهم من هو زيزو لتجيبها احداهم انه استشارى الباطنة بالمستشفى وعندما استغربت من الاسم امامها قالت لها انه الدكتور عزيز عاطف لكنهم ينادونه هكذا اندهشت من الاجابة و سكتت ولكنها قالت فى نفسها بداية غير مبشرة مع هذا الاستشارى ما هذا الهزل وبينما هى غارقة فى تفكيرها يفتح الباب ليدخل احد الاشخاص لتبادره احداهن
زيزو لماذا تاخرت
لتجد رجلا فى تجاوز الخمسة و ثلاثون عاما بقليل
يجيبها بان الطريق كان مزدحم و لكنه لم يفوت الفرصة واحضر لهم سندوتشات فول من احدى العربات التى تقف على الطريق اتفضلوا كلوا
لتفاجىء بيده ممدودة لها قائلا سندوتش الفول سيعجبك جدا
لتقول له احدى زميلاتها اعرفك يا زيزو الدكتورة اسماء نائب الباطنة الجديد
لم يرد عليها بل اتبع كلامه اتفضلى يا اسماء اولا الفول له سبع فوائد سيعيننا على تحمل العمل الشاق ثانيا هو الذى سيتحمل المرتبات الضعيفة التى لن تكفيكى فطار باتيه و سالزيون ثم اكمل ضاحكا ساكمل لكى السبع فوائد اثناء تناولك سندوتش الفول مع قطعة الباذنجان هذه لتجد نفسها لا اراديا تمسك سندوتش الفول و البذنجان لتلتهمه التهاما
بعد انتهائهم من الافطار قال لهم الان نبدء العمل واشار للممرضة ان تدخل اول كشف دخلت سيدة مسنة لتجد عزيز يقوم من على كرسيه ليجلسها وابتسامة على شفتيه يسالها عن مرضها لتفاجىء بشخصية اخرى شخص جاد يشرح لهم تفاصيل الحالة بكل اقتدار ثم يقوم بنفسه ليجلسها على الشازلونج و بعد الكشف جلست السيدة امامه ليقول لها حالتك يا امى تحتاج هذا الدواء و هو للاسف غير موجود بصيدلية المستشفى هل ستستطعين شراءه سكتت السيدة و لم ترد لكنه اكمل كلامه اذهبى الى الصيدلية التى امام المستشفى واعطيه هذه الورقة و قولى له من طرف الدكتور عزيز سيعطيكى الدواء مجانا ثم تبعها طفل صغير لتجده يمزح معه و يعطيه الشوكلاتة وانتهى اليوم الشاق دون ان تشعر لتجد نفسها اثناء عودتها بالسيارة صورة عزيز امامها متجسمة تشغل كل تفكيرها مسيطرة عليها
ومع كل يوم يزداد تعلقها به و يشتد اكثر . الغريب انها لاحظت نفس الشعور فى عين عزيز وتجد منه نفس اللهفة عليها اذا تاخرت قليلا ولكنه لا يصارحها بشىء ما الذى يمنعه هل هو خائف من ان تصده اعتقد ان عينيها تفضحها فضحا واباحت له بكل الاسرار وان دقات قلبها الصاخبة قد ملئت الدنيا ضجيجا بحبه انها تعلم انه غير مرتبط بزواج او خطوبة لماذا اذا صامتا لقد قررت اخيرا ان تمزق هذا الصمت وان تبادر بمصارحته بحبها فالحب ليس عيبا او عارا كى تخفيه او تخجل منه لم يفاجىء بل ابتسم ابتسامة عريضة و قال لها هل لديكى مانع من تناول فنجان قهوة فى مكان عام وافقت قال لها اتركى سيارتك فى المستشفى وساقوم انا بتوصيلك .
بعد انتهاء العمل ركبت اسماء مع عزيز سيارته و بمجرد ركوبها لاحظت وجود صليب معلق فى تابلوه السيارة لتصدمها تلك المفاجاة لتعرف سر صمت عزيز يا الله هل كتبت لنا هذا الحب لنظل نعذب انفسنا به سار عزيز بالسيارة دون ان ينطق بكلمة محترما صمتها ليركن السيارة على شاطىء النيل
نظر عزيز الى شاطىء النيل ثم الى اسماء ليبادرها قائلا
انظرى الى شاطىء النيل و هذه المياه التى يفيض بها على الجميع ان النيل عندما يعطى مياهه لا يسأل من الذى سيرتوى بمياهه لا يٍسأل من هو الظمأن و من يكون المهم ان يسير و ان يروى الجميع و ينقذهم من العطش هكذا الحب يا اسماء يجب ان يسير و ان يرتوى منه كل ظمأن ان الله محبة و لقد خلقنا الله سبحانه و تعالى لنحب تلك هى الصفة التى يحب الله ان تتصف بخلقه من المستحيل ان يظلمنا الله انا على استعداد ان افعل المستحيل لكى اتزوجك
بادرته اسماء قائلة ان هناك اشياء تحكمنا هناك دين و هناك مجتمع
اجاب عزيز ان المجتمع الذى يحرم حب طاهر هو مجتمع ظالم كما ان الدين دائما يامرنا بالحب الطاهر العفيف
فالانجيل المقدس يقول
فالله خلق آدم وجعل حواء "عظم من عظامه
والقرأن الكريم يقول
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
قالت اسماء الدين الاسلامى يمنع هذا الزواج
بادرها عزيز مستعد ان اعلن اسلامى الان
قالت له عن اقتناع
سكت عزيز و لم يجب
اكملت لن تكون سعيدا وقتها يا عزيز ستكون مثل المنافقين وانا ارفض ان تكون منافقا فى عينى اريد ان ارى صورتك كاملة فى عينى كما عرفتك و احببتك و ستستعدى اهلك عليك وربما تسير وقتها ناقما على هذا الحب الذى افقدك اهلك و نفسك لن تكون سعيدا بهذه العاطفة وستكون اسيرا للقضبان التى صنعتها حولك و من الجائز جدا ان تثور على تلك القضبان بعد قليل و تحطمها و قد تحطمنى معها اتركنا يا عزيز و اركب سيارتك
ادمعت عين عزيز و هو ينظر لها و لم يتحرك
لكنها كررت كلامها و هى باكية قائلة اتركنى يا عزيز و اعطته ظهرها ناظرة الى نهر النيل لتحدث نفسها عليها الان ان تدفن هذا الحب بين ضلوعها لا هى لن تدفنه بل توأده وأدا و هو حى هو لن يموت بعد الؤاد بين ضلوعها بل سيصرخ و سيحاول ان يحطم ضلوعها و لكنها لن تسمح له يوما بالخروج من ضلوعها مهما صرخ و مهما دق مطارقه فى ضلوعها ربما ييأس يوما من عدم سماع صراخه او طرقاته و يسكت او يموت كمدا لكنه ابدا لن يموت وأدا