الخميس، 31 يناير 2013

النورس التائه


نبتت اشجان و هى تحلم بالحب فهى تملك كما كبيرا من المشاعر والاحاسيس تحلم بأن تفيض بها  على فارس احلامها بهذا الفيض دائما هكذا مع الجميع محبة بحر من الحنان و المحبة بكل الامل فى الغد تخرجت من كليتها و نزلت الى العمل تسبقها احلامها تعرفت على زميلها فى العمل ثروت شاب من منطقة شعبية نظرت له نظرة البطل الذى كانت تشاهده فى افلام الابيض والاسود وجدت فيه كثيرا من شخصية ابن البلد الشعبى فى قصص نجيب محفوظ عن الحارة المصرية خفق قلبها له او هكذا ظنت وخفق قلبه لها او هكذا اوحى لها تقدم لخطبتها اعترض اباها بشدة نظرا للفارق الاجتماعى بينهم فهو اديب كبير و شخصية من الشخصيات الكبيرة فى مجال الاعلام جلست معه قالت له انه تحبه و هو يحبها وهى واثقة من حبه وطالما يحبها فهو لن يؤذيها فى قلبها تفهم والدها وجهة نظرها و بعقلية المفكر المتفتح وافق على اختيارها فهو لا يستطيع ان يجبرها على شىء 
 جلست اشجان فى الكوشة وهى غارقة فى محيط حلمها تحلم وهى تجهز له طعامه تحلم وهى تجلس معه وسط اطفالها تحلم وهى تحاوره فى شرفة شقتها حلمت بكل لحظة تعيشها معه زفت اليه فى شقة بسيطة بمنطقة شعبية كانت بالنسبة لها قصرا افضل من الشقة الفاخرة التى كانت تقطنها مع عائلتها وبعد شهر العسل ظهر ثروت على حقيقته انسان لا يطاق حاد المشاعر عدوانى هو واهله عاملها بكل عنف ولاقت من اهله ما لا يتحمله بشر وفى النهاية كانت النتيجة الحتمية انفصال عن ثروت و هى تحمل طفلة جميلة اسمها جميلة لا يتعدى عمرها ثلاثة اشهر
تخطت اشجان احزانها وحاولت ان تنسى ما حدث اقبلت على الحياة من جديد تعطى و تبعث السعادة والحب فى من حولها رغم ما يحدث من مناوشات طليقها ثروت حاولت ان تنطلق تحضر حفلات ندوات ادبية وغيرها وفى احدى المرات تعرفت على محمود اديب شاب له بعض القصص والروايات تكلمت معه وناقشته فى احدى رواياته تكلم معها اعجب باسلوبها فى التحاور معها وانبهر بثقافتها وعلمها رويدا رويد تعلق بها وتعلقت به كانت جلساتهم الصباحية على احد المقاهى وهما يتناولان فنجان القهوة هى احد فروضهم اليومية وكانت رفقته له وهو يتسوق ويشترى ملابسه سنة من سنن حياتها ورحلة من رحلات الاحلام افاضت عليه شلال مشاعرها ولمس هو بحبه اوتار قلبها طارت من السعادة وتخطت السماء و سبح هو فى رحاب قلبها و تنسم هواءه وارتوى من شريانه 
مرت الايام كالثوانى وفى احدى يقظات الحلم سألته متى سنرتبط ونتزوج فاجئها بأنه لن يتزوج فالزواج من وجهة نظره هو مقبرة الحب هو صخرة الواقع التى يتحطم عليها امال العاشقين هو ابواق السفن المزعجة التى توقظ المحبين من نعيم احلامهم تلقت وجهة نظره كالعاصفة المدوية عليها الان الاختيار بين ان تعيش فى عالم افتراضى من الحب ام تنسحب وتنزل الى ارض الواقع وكان اختيارها ان تنسحب من العالم الافتراضى
انسحبت اشجان من حياة محمود وحاولت النسيان ولكن النسيان ليس اختيارا طاردتها ذكرياتها مع محمود تنام على لهيبها تصحو على سياطها تزعجها ناقوسها نهارا و تقلقها هديرها ليلا ورغم اكتساء الحزن اشجان الا انها مازلت ذلك الينبوع الملىء بالحب والسعادة ولكنه مازال يفتقد الايدى الحانية التى تضع يدها فيه وتشرب من عذب ماءه مازلت ذلك النورس التائه الذى يبحث عن شاطئه

هناك 31 تعليقًا:

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم

كان فين كل ده من زماااان استاذ ابراهيم:)
قصة واقعية رائعة واسلوب السرد جميل جدا
ربما لانى اعلم مثل هذه الاشجان وقابلتها بحياتى كثيرا تأثرت بالقصة وشعرت بمدى واقعيتها احيانا اتعجب من الاقدار حين تستثنى من السعادة بشر لاينقصهم فى صفاتهم الطيبة الكثير بالعكس يتمتعون بصفات رقيقة وطيبة لكن هو القدر ولا مفر منه

تحياتى لك اخى العزيز بحجم السماء ودمت بخير وسلامى للعزيزة اية وفى انتظار مدونتها :)


SHARKawi يقول...

رائعة جدا استاذي .
قصة بسيطة . ربما عادية دائمة الحدوث .
ولكن تأتي هي النقطة الفاصلة من كاتب لكاتب . ومن رؤية الى رؤية .
ذكرت ايضا استاذي تلك الفلسفة الكامنة. ومحور حياة الجميع . فلكل فلسفتة في الحب . كل له ايمانة الذي يعيش ويموت علية .
الحب الغير مبني على اسس صلبة . الذي سريعا ما ينتهي . التحدي والامل . الهجران والذكريات . الصدفة والقدر والنصيب .
وعندما اتفقوا . تفارقوا .
وكانت النتيجة هي هي ذاتها .
لكن اين المصير .
من شيء حاولنا ان نفهمة لا ان نحسة .
كلمات كثيرا ما قيلت . كثيرا تحول شكلها من صورة الى صورة . وم مشهد الى مشهد . حتى انه تحول من شيء محسوس الى شيء يفهم ولكنة غير مفهوم .
وبدأ الجميع ان يتسائل ويسأل عن ماهية الحب الدفين . ومن وصل الى مفهوم له بوجهة نظرة . جعل يترجمها في مشاهد . ينشر فكرتة التي ربما كانت عمياء .

يطول كلامي . ولكن لا كلام بعد كلماتك .
فتقبل تقديري واحترامي . لك مني تشكراتي . لك مني تحياتي .

مصطفى سيف الدين يقول...

و سيظل النورس تائها لأنه لا توجد سعادة في الأرض
سعادة النورس الحقيقية سيجدها غارقا في بحر احساسه
عزيزي النورس ابق كما أنت هائما تائها فحين تصل لشاطئك ستكتشف حقيقتك الزائفة
أشجان سترى أنها ليست ملاكا و أن محمود لم يكن المخطىء الوحيد
السعادة كالأرابيسك عاشق و معشوق و كل قطعة لا تتوائم إلا مع نقيضتها حتى تكتمل اللوحة الجميلة
تحياتي و اشكرك يا صديقي على قصتك الجميلة

شمس النهار يقول...

ماحدش يدور علي الحب
الحب بيجي لوحده

بس دي كتله من الاشجان وهي اشجان :)
لكلا نصيب من اسمه

faroukfahmy يقول...

حبيبى الغالى ابراهيم
ملحمة بحق يا ابراهيم من فيض المشاعر والاحاسيس الجياشة وعذوبة السرد الجذاب الخلاب
ياريت باابراهيم تستمر فى هذا اللون الادبى
اكيد انت اكتشقت هذه البراعة فى نفسك اليوم وان كنت انا حاسس بيها فبل اليوم
ولكن هل تعتقد ان النورس التائه سيجد شاطئه اشك فى ذلك !!!!!!!!!!!!
وخارج الاطار اقوللك انت صحيح لاترد على تعليقات محبيك واللى زاد وغطى انك اصبحت اخيرا لا تنشرها

على راى نجاة انت بتكتب وتنام واحنا بنسهر مابينام بتروح فين يا ابراهيم عشان اجيلك حبيبى
تحياتى لك ولاسرتك العزيزة

;كارولين فاروق يقول...

اسلوب جميل يا ابراهيم كان فين ده من زمان
قصه اشجان تتكرر كل يوم للأسف
الرجل سيظل يتحكم
والمرأه ستظل عاطفيه
قصه جميله مؤلمه
تحياتي وتقديري

مدونة رحلة حياه يقول...

السلام عليكم
مر الكثير ولم اقرأ لك
بساطة سردك تحمل الكثير
دمت بخير استاذى

L.G. يقول...

أنا عندي راي :)
محمود ده بيستهبل اللي يحب بني آدم يتمنى ميفارقهوش لحظة واحدة مش يحبه من بعيد لبعيد
ههههه اكيد محمود ده مصري من بتوع ال3 ورقات بجد
وهي عبيطة لو افتكرته من الاساس
وبرضه القصة الاولى مش مقنعة ازاي تحبه وتختبر معه الحياة واذ فجأة تلاقيه هو وعيلته اي كلام !!!
أشجان ديه عبيطة بجد
بس الكلام حلو
فكرتني بأغنية لكيني روجرز ( لا تقع في حب حالم ) واضح أنها حالمة لا تنزل على ارض الواقع الا قليلا .. سلمت سطورك
تحياتي

Unknown يقول...

مش قادره أقولك...


عجبتني قد إيه :)
و كم من نورس لم يرسى على شاطئه بعد
و ظل بين الأرض و السماء..

تحياتي لك

هبة فاروق يقول...

يبحث الرجل عن الحب وتبجث المرأة عن الزواج لتتوج به هذا الحب وينتهى الحب بالفشل والفراق
قصة جميلة واقعية تسلم الايادى يا استاذ ابراهيم

Unknown يقول...

نصّ راصد لواقع .
شكرا على بلاغة الأسلوب ،،

/ الزّمن الجميل فضاء للإستراحة من عناءات السّفر في الأيام تدعوك لتصفّح ورقاتها و ترك بصماتك ، شكرا لجميل التفاعل
http://zaman-jamil.blogspot.com/

zeze يقول...

جميلة القصة ومؤلمة
بس دا الواقع اللي فعلا ساعات بنعيشه
ومتهيالي مرارة الواقع ارحم من انها تعيش في الوهم
فاكيد في يوم من الايام هيجي اللي يقدر مشاعرها
بارك الله فيك
ليه مبتزورش المدونة :(

بسمة الورد عطر المشاعر يقول...

قصة تحمل بين طياتها رومانسية حالمه رغم تحليها بالشجن والصبر

راق لى ما قدمت وخطت يمينك

دام الرقى فى سردك استاذ ابراهيم

aya mohamed يقول...

جميلة جدااا واقعية مؤلمة
وكمان اسلوب السرد رائع

افكار مبعثرة يقول...

وسيبقى النورس التائه يرتحل من شاطئ الى شاطئ يتخبط هنا و هناك الى ان يحط ترحاله على شاطئ الامان و لكن ما اقساه من شعور ان لم يجد هذا الشاطئ
رااائعة جداااا وواقعية جدااااا
تحياتي

ابراهيم رزق يقول...

ليلى الصباحى

اختى العزيزة

مش عارف كان فين
بتيجى مع العمى طبات
ههههههههههههه

و انا اعرف مثلها ايضا
سعدت بتعليقك و مرورك

تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

شرقاوى

سعيد ان القصة اعجبتك
و سعيد بتحليلك الادبى للقصة من زوايا جديدة

تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

مصطفى سيف

احسنت بتعليقك و كانك تعرف اشجان

تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

شمس النهار

فعلا يا شموسة
محدش بيدور على الحب
هو بيجى لوحده

و هى فعلا كتلة من الاشجان

تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

فاروقنا
ملك الزهرات
وابن بطوطة المدونين

ملحمة بحق يا ابراهيم من فيض المشاعر والاحاسيس الجياشة وعذوبة السرد الجذاب الخلاب
بجد يا فاروقنا هذا التعليق وسام على صدرى

و انا مقدرش مردش على احبائى
بس احيانا البوست لا يحتاج الى رد

تحياتى يا ملكنا

ابراهيم رزق يقول...

كارولين فاروق

الرائع هو مرورك و تعليقك
فعلا قصة اشجان تتكرر كثيرا
و الانسانة قبل ان تكون المراة

اسعدنى مرورك
تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

رحلة الحياة

تعليقك اسعدنى جدا


تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

L G

نموذج محمود موجود و مش عايز افاجئك انى اقولك ان انا كان فيا من محمود فى مرحلة معينة من حياتى

اما انها عبيطة فانا مش متفق معاكى فى هذا هى عاقلة و ست الستات لكنها ببساطة محبة صعب ان نحكم على الاخرين بعيوننا
يجب ان نحكم بعيون المحبين لا بعيوننا

حتى اغنية كينى غير واقعية لاننا لا نختار الحب

اسعدنى جدا تعليقك

تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

شرين سامى

لما تيجى الشهادة دى منك فهذا يكفينى
مش هاعلق بازيد من هذا

تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

هبة فاروق

اختلف معكى قليلا
تبحث المراة عن الزواج المقترن بالحب

سعيد ان القصة اعجبتك

تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

منجى بكير

اشكرك على رايك الذى اعتز به

يشرفنى و يسعدنى

تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

zeze

الحب مش بايديها

واضح ان فى مشكلة فى بلوجر تحديثاتك لا تصل لى
من عينى سازور المدونة بعيد عن بلوجر

تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

بسمة الورد

الارقى هو مرورك الجميل

تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

ايه محمد

شهادتك اعتز بها يا ايه

نورتينى
تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

افكار مبعثرة
وسيبقى النورس التائه يرتحل من شاطئ الى شاطئ يتخبط هنا و هناك الى ان يحط ترحاله على شاطئ الامان و لكن ما اقساه من شعور ان لم يجد هذا الشاطئ

جميل تعليقك هذا

نورتينى

تحياتى

richardCatheart يقول...

هيييييييييييييييييح طيب