حاملا حقيبته يبحث قرنى عن قطار الدرجة الثالثة ليستقله الى بلدته ها هو عائدا الى بلدته بعد غياب اكثر من عشرون عاما لم يفكر فى العودة الى بلدته و لمن يعود بعد رحيل امه و ابيه ولقد كان وحيدهم لقد نزل الى القاهرة بعد وفاة امه ليبحث عن الرزق و ها هو الرزق قد ضاق عليه لقد كان يعمل بوابا باحدى العمارات تركته زوجته و الان يطرد من العمارة بعد ان تحرش باحدى الساكنات و لقد حكم عليه الشيخ سالم العالم الازهرى الذى يقطن احدى شقق العمارة بأن يترك عمله وتركه بالفعل ولكن سمعته التى سبقته لم تمكنه من الالتحاق باى عمارة اخرى و لم يجد بدا من العودة الى بلدته و ها هو القطار قد وصل الى المحطة جرى مسرعا وسط ازدحام الركاب لدخول القطار حاملا حقيبته فقط المليئة ببعض الملابس المستعملة التى اعطاها له سكان العمارة
دخل الى بلدته ليلا شعر ببعض البروده ففتح حقيبته باحثا عن اى ملابس شتوية بها لم يجد الا قفطانا مستعملا للشيخ سالم الذى كان يقطن العمارة لم يجد بدا من ان يرتديه بحث عن مقهى يتناول بها مشروبا ساخنا وجد مقهى مضىء خاليا الا من بعض الزبائن تشاهد احد الافلام الاجنبية جلس بعيدا و طلب كوبا من الشاى و عندما انزل له كوب الشاى قال له ان هذا الكوب على حساب الحاج فتحى واشار اليه فنظر فوجد رجلا يقارب الستين من العمر يرتدى جلبابا منمقا يدعوه للجلوس معه فلم يجد بدا من الذهاب اليه و الجلوس معه
الحاج فتحى : اهلا يا مولانا
قرنى : اهلا يا حاج
الحاج فتحى : انا محتاج فتوة منك يا مولانا
قرنى مرتبكا : ما هى
الحاج فتحى : لقد القيت اليمين على زوجتى الرابعة و هو ايضا اليمين الرابع و لا ادرى ماذا افعل
لم يجد قرنى ما يرد به عليه و زاد ارتباكه و لكن عاجله فتحى انه سمع ان الطلاق فى لحظات الغضب لا يقع فهل هذا صحيحا
و كأن قرنى وجد ضالته فى حديث فتحى فعاجله قائلا هل كنت غاضب فاجاب فتحى بنعم فقال له اذا لا يقع الطلاق ابتسم فتحى و اصر على ان يستضيفه بمنزله فقد شعر ان قرنى هو ضالته و اخيرا وجدها
ذهب قرنى الى منزل فتحى و هو عباره عن فيلا كبيرة تتخللها حديقة كبيرة ادخله فى حجرتين مفروشتان فراشا فاخرا ملحقتان بالفيلا و قال له ستقيم مؤقتا هنا يا مولاى و نادى على احد العاملين معه بالفيلا طالبا منه تحضير عشاء للشيخ و هنا سأله عن اسمه فقال له قرنى الوناس فقال له انت من عائلة الوناسين فاجاب بنعم فقال له ان مسجد القرية يعانى من عدم وجود شيخ فلماذا لا تعمل شيخا للمسجد و بصفتى رئيس مجلس ادارة المسجد و انا الذى قمت ببنائه سنقرر لك المرتب الذى تريده ما رايك لمعت الفكرة بعين قرنى و اشار بالموافقه فقال له فتحى اذا اتركك لتستريح
لم يستريح قرنى و لكن اخذته الافكار شمالا و يمينا ماذا يفعل فتعليمه لم يتعد الاعدادية هو تقريبا يقرأ و يكتب بصعوبة شعر بالحيرة و الاختناق ففتح نافذة الحجرة فاذا به يسمع احدى اغانى ام كلثوم و كما وجد اينشتين فكرته وجد قرنى فكرته عليه ان يسمع شرائط الكاسيت الدينيه و يحفظها كما يحفظ اغانى ام كلثوم مؤقتا الى ان يرى الله امرا كان مفعولا
مارس قرنى عمله وبذكائه الفطرى وتقليديه الشرائط الدينية وبعض الاداء التمثيلى اكتسب قرنى شهرة كبيرة تعدت بلدته الى البلاد المجاورة بل المحافظة يساعده فتحى بامواله و نفوذه فى زيادة تلميعه و عرض عليه فتحى احدى قريباته فتزوجها ثم تزوج باخرى ثم تزوج بالثالثة ناشرا بذلك سياسة ستر امراة مسلمة وكأن الستر لا يكون الا بالزواج او ان مساعدة الفقراء على الزواج لا يكون سترا و من مفاراقات زواجه ان من يتزوجهن قرنى ليسوا بالفقراء ولكن هم من اعيان البلدة
و جاء موعد دفع الفاتورة لفتحى لقد طلب منه فتحى ان يقف معه فى انتخابات البرلمان فلبى له قرنى طلبه سريعا مصدرا عددا من الفتاوى بأن من ينتخب منافس فتحى اثم ويقع عليه وزرا كبيرا فكيف تنتخب افنديا ينادى بالديمقراطية الكافرة التى تدعو بأن يتساوى الجميع الرجل و المراة ينادى بأن تتحرر المراة اى ترتدى ما يحلو لها من الثياب ينادى بحرية المجتمع اى بشرب الخمر وانتشار الشذوذ و هكذا كان ينشر سمه فى القرية هو فى الظاهر يدافع عن فتحى ولكن فى الباطن هو يدافع عن وجوده فوجوده مرتبط بثالوث ان انتهى انتهى معه ثالوث الفقر و الجهل و الامية و طالما فتحى موجودا فالفقر موجود بالقرية فهو ناهبا خيرها متاجرا فى السماد و الكيماوى و فى كل شىء مغرقا القرية بكل الاجهزة الاستهلاكية بالتقسيط مثقلا اعباء كل الفلاحين ماصا دمائهم عن طريق الفوائد الكبيرة اما باقى الثالوث فهو لعبته الامية و الجهل طالما هو موجود و طالما هو مقنع لاهل القرية كرجل دين فالامية موجودة و الفقر موجود و الجهل يؤنسهم و يزكيهم فتحى الذى نجح فى البرلمان مكتسحا منافسه
ذات مرة كان قرنى راكبا سيارته الفاخرة ذاهبا للتسجيل فى احدى القنوات الدينية لمح صابرين فتاة جميلة من القرية ذاهبة الى كليتها سال سائق السيارة عنها فقال له من هى تعلقت بخياله و فى المساء ارسل الى والدها ليحضر اليه طالبا يد صابرين فقال له والدها ان صابرين مازالت فى السنة الاولى بكليتها فقال له ان دراسة البنات الجامعية حرام لان لا طائل منها ولان الدراسة مختلطة مع الشباب مما يعرضه لاثم كبير يتحمل هو وزره طالما هو ولى امرها اقتنع والد صابرين بما قال و اجبرها على ترك كليتها بل اجبرها على الزواج من قرنى
بكل مشاعر الكراهية و الانتقام ذهبت صابرين الى منزل قرنى استقبلها قرنى بلهفة فوجئت به يخرج علبة من الفياجرا متناولا قرصا مشعلا سيجارة تفوح منها رائحة الحشيش بادرته قائلة اليست المخدرات حراما قال لها لا يوجد نص يحرم المخدرات هى عبارة عن اعشاب و نباتات فقالت له اليست الخمر ايضا عباره عن عصير لنباتات مثل الكروم و التفاح لم يجد ما يرد به عليها لقد شعر اخيرا ان هناك من لا يقول من خلفه امين بل يناقشه بفهم
بداخل حجرة النوم خرجت صابرين منزعجة كيف تطلب منى ذلك و انت الشيخ الذى يحفظ كلام الله بادرها بالاية القرانية
قالت له صارخة انك لا تفهم معنى كلام الله انك جاهل جاهل جاهل و كررتها ثلاث و هنا ادرك قرنى انه انكشف تماما و ان ورقة التوت التى كانت تغطيه قد سقطت تماما وان عليه ان يتخلص من ذلك الخطر الداهم عليه اسرع الى التليفون طالبا والد صابرين قائلا له احضر الان لتأخذ ابنتك من عندى فهى كافرة تعتنق الافكار البهائية .
دخل الى بلدته ليلا شعر ببعض البروده ففتح حقيبته باحثا عن اى ملابس شتوية بها لم يجد الا قفطانا مستعملا للشيخ سالم الذى كان يقطن العمارة لم يجد بدا من ان يرتديه بحث عن مقهى يتناول بها مشروبا ساخنا وجد مقهى مضىء خاليا الا من بعض الزبائن تشاهد احد الافلام الاجنبية جلس بعيدا و طلب كوبا من الشاى و عندما انزل له كوب الشاى قال له ان هذا الكوب على حساب الحاج فتحى واشار اليه فنظر فوجد رجلا يقارب الستين من العمر يرتدى جلبابا منمقا يدعوه للجلوس معه فلم يجد بدا من الذهاب اليه و الجلوس معه
الحاج فتحى : اهلا يا مولانا
قرنى : اهلا يا حاج
الحاج فتحى : انا محتاج فتوة منك يا مولانا
قرنى مرتبكا : ما هى
الحاج فتحى : لقد القيت اليمين على زوجتى الرابعة و هو ايضا اليمين الرابع و لا ادرى ماذا افعل
لم يجد قرنى ما يرد به عليه و زاد ارتباكه و لكن عاجله فتحى انه سمع ان الطلاق فى لحظات الغضب لا يقع فهل هذا صحيحا
و كأن قرنى وجد ضالته فى حديث فتحى فعاجله قائلا هل كنت غاضب فاجاب فتحى بنعم فقال له اذا لا يقع الطلاق ابتسم فتحى و اصر على ان يستضيفه بمنزله فقد شعر ان قرنى هو ضالته و اخيرا وجدها
ذهب قرنى الى منزل فتحى و هو عباره عن فيلا كبيرة تتخللها حديقة كبيرة ادخله فى حجرتين مفروشتان فراشا فاخرا ملحقتان بالفيلا و قال له ستقيم مؤقتا هنا يا مولاى و نادى على احد العاملين معه بالفيلا طالبا منه تحضير عشاء للشيخ و هنا سأله عن اسمه فقال له قرنى الوناس فقال له انت من عائلة الوناسين فاجاب بنعم فقال له ان مسجد القرية يعانى من عدم وجود شيخ فلماذا لا تعمل شيخا للمسجد و بصفتى رئيس مجلس ادارة المسجد و انا الذى قمت ببنائه سنقرر لك المرتب الذى تريده ما رايك لمعت الفكرة بعين قرنى و اشار بالموافقه فقال له فتحى اذا اتركك لتستريح
لم يستريح قرنى و لكن اخذته الافكار شمالا و يمينا ماذا يفعل فتعليمه لم يتعد الاعدادية هو تقريبا يقرأ و يكتب بصعوبة شعر بالحيرة و الاختناق ففتح نافذة الحجرة فاذا به يسمع احدى اغانى ام كلثوم و كما وجد اينشتين فكرته وجد قرنى فكرته عليه ان يسمع شرائط الكاسيت الدينيه و يحفظها كما يحفظ اغانى ام كلثوم مؤقتا الى ان يرى الله امرا كان مفعولا
مارس قرنى عمله وبذكائه الفطرى وتقليديه الشرائط الدينية وبعض الاداء التمثيلى اكتسب قرنى شهرة كبيرة تعدت بلدته الى البلاد المجاورة بل المحافظة يساعده فتحى بامواله و نفوذه فى زيادة تلميعه و عرض عليه فتحى احدى قريباته فتزوجها ثم تزوج باخرى ثم تزوج بالثالثة ناشرا بذلك سياسة ستر امراة مسلمة وكأن الستر لا يكون الا بالزواج او ان مساعدة الفقراء على الزواج لا يكون سترا و من مفاراقات زواجه ان من يتزوجهن قرنى ليسوا بالفقراء ولكن هم من اعيان البلدة
و جاء موعد دفع الفاتورة لفتحى لقد طلب منه فتحى ان يقف معه فى انتخابات البرلمان فلبى له قرنى طلبه سريعا مصدرا عددا من الفتاوى بأن من ينتخب منافس فتحى اثم ويقع عليه وزرا كبيرا فكيف تنتخب افنديا ينادى بالديمقراطية الكافرة التى تدعو بأن يتساوى الجميع الرجل و المراة ينادى بأن تتحرر المراة اى ترتدى ما يحلو لها من الثياب ينادى بحرية المجتمع اى بشرب الخمر وانتشار الشذوذ و هكذا كان ينشر سمه فى القرية هو فى الظاهر يدافع عن فتحى ولكن فى الباطن هو يدافع عن وجوده فوجوده مرتبط بثالوث ان انتهى انتهى معه ثالوث الفقر و الجهل و الامية و طالما فتحى موجودا فالفقر موجود بالقرية فهو ناهبا خيرها متاجرا فى السماد و الكيماوى و فى كل شىء مغرقا القرية بكل الاجهزة الاستهلاكية بالتقسيط مثقلا اعباء كل الفلاحين ماصا دمائهم عن طريق الفوائد الكبيرة اما باقى الثالوث فهو لعبته الامية و الجهل طالما هو موجود و طالما هو مقنع لاهل القرية كرجل دين فالامية موجودة و الفقر موجود و الجهل يؤنسهم و يزكيهم فتحى الذى نجح فى البرلمان مكتسحا منافسه
ذات مرة كان قرنى راكبا سيارته الفاخرة ذاهبا للتسجيل فى احدى القنوات الدينية لمح صابرين فتاة جميلة من القرية ذاهبة الى كليتها سال سائق السيارة عنها فقال له من هى تعلقت بخياله و فى المساء ارسل الى والدها ليحضر اليه طالبا يد صابرين فقال له والدها ان صابرين مازالت فى السنة الاولى بكليتها فقال له ان دراسة البنات الجامعية حرام لان لا طائل منها ولان الدراسة مختلطة مع الشباب مما يعرضه لاثم كبير يتحمل هو وزره طالما هو ولى امرها اقتنع والد صابرين بما قال و اجبرها على ترك كليتها بل اجبرها على الزواج من قرنى
بكل مشاعر الكراهية و الانتقام ذهبت صابرين الى منزل قرنى استقبلها قرنى بلهفة فوجئت به يخرج علبة من الفياجرا متناولا قرصا مشعلا سيجارة تفوح منها رائحة الحشيش بادرته قائلة اليست المخدرات حراما قال لها لا يوجد نص يحرم المخدرات هى عبارة عن اعشاب و نباتات فقالت له اليست الخمر ايضا عباره عن عصير لنباتات مثل الكروم و التفاح لم يجد ما يرد به عليها لقد شعر اخيرا ان هناك من لا يقول من خلفه امين بل يناقشه بفهم
بداخل حجرة النوم خرجت صابرين منزعجة كيف تطلب منى ذلك و انت الشيخ الذى يحفظ كلام الله بادرها بالاية القرانية
{نساؤكم حرث
لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم }
قالت له صارخة انك لا تفهم معنى كلام الله انك جاهل جاهل جاهل و كررتها ثلاث و هنا ادرك قرنى انه انكشف تماما و ان ورقة التوت التى كانت تغطيه قد سقطت تماما وان عليه ان يتخلص من ذلك الخطر الداهم عليه اسرع الى التليفون طالبا والد صابرين قائلا له احضر الان لتأخذ ابنتك من عندى فهى كافرة تعتنق الافكار البهائية .
هناك 10 تعليقات:
و علشان كده بيحاربوا الأزهر
لأن العلم فيه ينتقل من صدر إلى صدر
علم يفضح جهل الجهلاء من هم ثقافتهم لا تتعدى الكتابين
تحياتي
تصفيق حاااااااااااااد
ابدعت ياابراهيم :)
الله يفتح عليك
الله يا أستاذ ابراهيم
تدوينة مختلفة تماما
مغزي القصة واسقاطها رائع
الحقيقة انا مش لقية تعليق لانك مش هتتخيل هى عجبتنى اد ايه ههههههههههههه بس بعد اذنك هخدها اشيرها على الفيس
صباحك زى التعليق اللى فات ههههههههههههههههه فحييييييييييت
اخيرا وليس آخرا نكتشف فيك كل جديد آخره البراعة فى سبك القصة القصيرة بكل مقوماتها
اسقاطاتها كثيرة وتلمس واقعنا بخفة وبراعة دون ازعاج او اطناب
دائما تمتعنا ونكتشف اننا امام الكثير من الابداعات
أكيد ليس كل من ارتدى قفطان أصبح عالم دين
قصة جميلة ورائعة
تجسد واقعاً نحياه جميعاً
تحياتى لك أستاذى الفاضل
دمت طيباً:)
مفيش تعليق هيديها حقها
إبداااااااااااااااع
كنت هندم اوى لو ماقرتش التدوينة دى على فكرة
اكتر من رائع
إيدك معانا
http://fritend.blogspot.com/2013/05/blog-post_20.html
بوست لله يا أولاد الحلال
رائعة
فعلا مش مجاملة
(:
إرسال تعليق