الأحد، 24 أبريل 2011

مقبرة الاحلام

                                معطف من قيود
                       الجزء الحادى عشر
                         مقبرة الاحلام

كان المفروض ان يكتب صديقى مصطفى سيف هذا الجزء لكن نظرا لاحداث قنا اهديه هذا الجزء هو و شرين سامى صاحبة المعطف و ارجو الا اسىء الى المعطف
  
خرج عبد الرحيم من ميدان التحرير تتقاذفه الذكريات تلح عليه اغنية عبد الحليم حافظ ميتى اشوفك  يا غايب عن عينى و حشانى الغربة و الله و بعادك عن عينى كانما كتبت عليه الغربة و البعد عن الحبيبة  زادت غربته على غربته ايام الدراسة فى الجامعة فهو من بلدة صغيرة  فى نقادة بقنا ابيه مزارع بسيط و لكنه حرص على تعليمه رغم قلة دخله اثرت الطبيعة الموجودة بالصعيد على ملامحه اكتسب سمار الوجه من اشعة الشمس و الطول الفارع من النخيل و النحافة من عيدان القصب ذهب الى اسيوط ليتلقى تعليمه تعرف اثناء ذهابه على فتاة من بلدته اسمها طاهرة فتاة لونها بلون سنابل القمح تشع بهجة على من حولها خفق قلبه لها من الوهلة الاولى تعرف عليها تبادلوا النظرات و لكن طبقا لتقاليد الصعيد لم يستطع البوح عن ما يكن به قلبه لكن تبادلت عيونهم الحديث الهامس  و تناقلت قلوبهم  قصائد عشق تتخطى ما ابدعه عنتر بن شداد و نزار القبانى و فاروق جويدة  بمجرد تخرجه سارع بالتقدم لها وافق اهلها فهو من المشهود له فى البلدة هو و والده بالسمعة الحسنة لم يطلبوا الكثير لم يطلبوا شبكة او مهر فقط طلبوا ما يستر بنتهم شقة بسيطة مجهزة باثاث بسيط حاول الحصول على عمل و لكن من اين ياتى بالعمل فى محافظة بعيدة نائية الارض الزراعية بها محدودة و المصانع محدودة تكاد تنحصر فى مصنعين من يعمل بهم يصبح من علية القوم بمحافظته احلامه كثيرة و بسيطة و لكن يده مغلولة يريد ان يقترب ممن يحبها و لكن اصبح مكتوبا عليه انه لكى يقترب يجب عليه ان يبعد و يغترب و لم يكن امامه خيار سوى الرحيل الى القاهرة

شد عبد الرحيم رحاله الى القاهرة ناسيا احلامه و مؤهله لا يتذكر سوى هدفا واحدا هو شقة صغيرة تجمعه على من يحب اتصل باحد اقاربه يعمل بالعاشر من رمضان قابله و الحقه بعمل باحدى شركات المقاولات عمل شاق جدا و رغم انه صعيدى الا انه لم يستطع التاقلم على العمل الشاق لانه طوال حياته كان يدرس و لم يتمرن على تلك الاعمال  فاضطر الى الانتقال الى العمل بمخازن الشركة بمرتب اقل يكاد يصل الى النصف تقبل عبد الرحيم العمل و لكن الايام تمر دون بصيص من الامل و قاطرة الحياة تسير دون ان تصل الى  تحقيق الحلم بل كادت ان تنتهى من محطاتها  كم تمنى و هو جالس فى حجرته المشتركة بالقاهرة ان يختلس بعض النظرات من عين حبيبته ان يربت على كتفه والده بيده الحانية ان يتبادل الضحك و القفشات مع اصدقائه بالبلدة وهم يجلسون على ضوء القمر على راس الحقول يمصون القصب ان يرتمى فى حضن والدته كم يشتاق لتعد له طاجن ساخن به ثلاث بيضات مع رغيف من الخبز الشمسى
او تتصاعد احلامه فيحلم  بطبق من الويكا بجانبه قطعة لحم او طبق سخينة يا لها من غربة يا لها من انياب تأكل احلى سنوات عمره و تفترس احلامه
 لطالما حلمت بكى يا قاهرة و حلمت باضوائك المبهرة و بليلك الجميل حلمت ان امشى انا و طاهرة على النيل تخيلت ان النيل هنا يختلف عن النيل بقنا حلمت ان اذهب الى سينما ان اسير انا و طاهرة فى وسط القاهرة نشاهد المحلات و اشترى لها ملابس فستان و معطف ثمين تتباهى به و بى فى البلدة  ما اصعبها احلام حتى عندما قامت الثورة لم استطيع ان اشارك من اين لى بالوقت البحث عن الحرية ام البحث عن لقمة العيش و الستر يا لها من معادلة صعبة تكاد تتساوى او تميل الى الطرف الثانى لكن استطعت ان اختلس ساعات قليلة  و النزول الى التحرير مجرد شعور بالتنفس بانى مازلت احيا ما اقسى ان تعيش على هامش الحياة بجدار سميك يعزلك عن احلامك البسيطة يكمم فمك و يصم اذنك و يسد انفك و يضحك عليك و يسخر منك بمحاولة اقناعك انك تحيا

و بينما تتدافع الذكريات اليه وجد معطفا ملقى على الارض يا له من معطف جميل كم حلمت ان اهدى معطفا الى طاهرة ستفرح به كثيرا سترقص من الفرح احتضن المعطف و سرح بخياله شاهدها و هى ترتديه انها اجمل فتاة فى عيونه و لكن اه من لكن باى وجه سيهديها معطفا و هو لم يتقدم قيد انملة فى طريقه لتجهيز الشقة كيف ستنظر اليه ايهما تحلم و تنتظر  تنتظر معطفا ثمينا ام تنتظر غرفة صغيرة تضمهم هل هذا كثير مشى بعينيه شاردا ناظرا الى السماء مبتعدا عن النيل بينما المعطف يتسرب من بين اصابعه و يسقط على الارض دون ان يشعر مثلما تتسرب منه الحياة رويدا رويدا  
 

 

هناك 30 تعليقًا:

وردة الجنة يقول...

جمييلة اوى ومختلفة تحدثت عن التحرير دون دخوله

تحدثت عن ثورة الحياة دون الحديث عن الثورة

ابدعت كالمعتاد فى الرومانسية والثورة وتحرير النفس من القيود

فى انتظار سلسلة باقية من المعطف

لك كل التقدير والاحترام

faroukfahmy يقول...

تصويراتك فاقت ما تفوق به اعتى الكتاب كتابة وابداعا،
راعتنى عباراتك الفريدة
(اكتسب سمار الوجه من اشعة الشمس والطول الفارع من النخبل والنحالة من عيدان القصب
ايه ده كله ما شاء الله
اكاد لااترك قصتك الا واعود اليها مرات ومرات، مفرداتك لااشبع منها ففى عروقها دماء صعيديتى وروح مصريتى
انه لمعطف نشكر من شرع فى فكرته ففيه الوصال والوفاق والعناق

Unknown يقول...

أخى المبدع المتميز: أ/ابراهيم
كنت متابعاً لقصة هذا المعطف صاحب القصص والحكايات بمدونة أخى المبدع الرائع : د/ مصطفى سيف.
وشاء القدر أن أستكمل مسيرة هذا المعطف هنا حيث الطعم المختلف وصاحب البصمة المتفردة.... أكيد محظوظ أنا.
تقبل مرورى وتقديرى واحترامى
بارك الله فيك وأعزك

Emtiaz Zourob يقول...

المفروض انه يتم جمع كل قصص المعطف ووضعه في كتاب واحد .. فكرتها كثير حلوة وكل قصة مختلفة عن الاخرى مع انه فيهم قاسم واحد مشترك وهو المعطف ..

استمتعت بالقراءة.

reemaas يقول...

لا بجد جميلة جدا وفى كل مرة اقرا حاجة منهم لازم الاول احى الفكرة بعدد الاجزاء

رومانسية جميله وامل جميل فى وسط مخاوف الثورة بجد برافو

موناليزا يقول...

عجبتنى التشبيهات الخاصة بوصف البطل

غير معرف يقول...

سافر يحمل الاحلام بين جنبات الروح ويحمل عشقها في قلبه تخطى الزمان والمكان بكل مشاعره ولهفته وشوقه لغد يجمعهما معاًصادفه ذلك المعطف الثمين ليتخيل محبوبة قلبه تختال فيه كـ أميرة تزين مسائه ولياليه بمعطفه الثمين وفجأة انهار الحلم فالمعطف لن يبني شقة تضمهما معاً ولن يتجاوز الايام والمسافات ليحصلا معاً على دفء يضمهما وينسيهما كل مامضى "
؛؛
؛
ابراهيم
ولازال المعطف قيد رغم كل تلك المشاعر هنا "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

مصطفى سيف الدين يقول...

مش عارف اقولك ايه يا استاذ ابراهيم
بجد حسيت اني اعرف عبد الرحيم كويس وقابلته كتير وقعدنا مع بعض على القهوة ويمكن مصينا قصب مع بعض على الترعة
وصفك واسلوبك عشت فيه لدرجة عيني دمعت عليه وانا شايفه في اغلب الناس اللي عايشين حواليا
عبد الرحيم مش مجرد شخص لا هو فريق من الناس ومش فريق بس لكن هو السواد الاعظم من البشر
لفت نظري اختيارك للاسم واول ما قريته عرفت انك هتخليه قناوي :)
ده غير عبد الراحيم اسم فيه يرجو من ربه الرحمة ومن ظروف الحياة الشفقة
انت مبدع اخي العزيز حتى في اختيارك للاسماء
المعطف هنا مش قيد عادي بل هو اصعب القيود وهو مواجهة الظروف الخارجة عنك في وقت انت فيه قليل الحيلة
وعجبني وصفك للمحافظة فعلا قنا مهملة جدا و مجالات العمل بها اقل من القليل علشان كده هي طاردة للسكان
تحياتي لك اخي العزيز بس يا ريت اخويا العزيز نعمل مدونة خاصة بالمعطف كي تتجمع كل الاجزاء في مدونة واحدة فيسهل على القراء متابعة الاجزاء جميعها

Unknown يقول...

أستاذ ابراهيم أولاً عايزه أعتذر عن تأخري في قرآة الجزء العاشر أنا علقت عليه هناك و نهايته فاقت الخيال في جمالها شكراً لقلمك.
المره دي أخدتنا لجو تاني بتفق مع وردة الجنة في تعليقها اللي حكى اللي جوايا, وصفك للشخصيات بيخلينا نشوفها مش بس نتخيلهاو كالعاده لمست قلوبنا بحكاية عبد الرحيم و طاهره و في النهاية للأسف قسوة الحياة بتخلي الانسان يتنازل عن أحلامه المرفهه لتحل مكانها متطلبات الواقع البسيطه في مضمونها صعبه في تحقيقها.
أشكرك من كل قلبي خليتني أحب المعطف اللي بيخرج كل الابداع ده.
تحياتي الخالصه لك

FAW يقول...

أنا بجد مش مصدق إن القصة طلع منها كل الأجزاء دي !!

قصة جميلة جدا وأسلوبك حلو

ملحوظة صغيرة لو مش هتضايقك . . حاول تحط فواصل بين الجمل , بتسهل القراية كتير .

تحياتي .

دعاء العطار يقول...

برغم بساطة أحلامه الا انه لا يستطيع تحقيقها

حال الكثير من شباب مصر .. لا يحلمون بقصور بل يحلمون ببيت يأويهم ومع ذلك لا يجدونه

جسدت لنا الشخصيه بكل تفاصيلها وببساطتها

المعطف بالرغم من انه يفوق طموحاته وطموحات حبيبته الا انه لم يفرح به كثيراً لأنه يعلم انه ليس من اولوياته او اولويات حبيبته

اعجبتنى القصه كثيراً

سلمت يداك (: (:

Carmen يقول...

جميلة جدا استاذ ابراهيم
مختلفة ومميزة سلمت اناملك

لــــ زهــــــراء ــــولا يقول...

كولكشن جميل
رومانسية
اجتماعية
سياسية
واقعية
"ما اقسى ان تعيش على هامش الحياة بجدار سميك يعزلك عن احلامك البسيطة يكمم فمك و يصم اذنك و يسد انفك و يضحك عليك و يسخر منك بمحاولة اقناعك انك تحيا"
هايلة اكتر حتة عجبتني

لولا

نور يقول...

من الروعة بمكان أن هذا المعطف أصبح ينطق بحال مصر وواقعها وأبعاد حياة المصريين بكل أشكالها ، طموح أبنائها وبناتها وأولوياتهم وإخفاقاتهم وهمومهم ..
أحداث القصة بسيطة لكنها أوصلتنا إلى معانٍ عظيمة
اللغة أكثر من رائعة
الصور والتشبيهات أكسبت النص جمالية من نوع آخر
كل التقدير

ابراهيم رزق يقول...

وردة الجنة

اختى العزيزة

دائما ما اسعد بتعليقاتك القيمة

ربنا يكرمك و متشكر لمجاملتك الرقيقة

منورانى
خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

فاروق فهمى
استاذى الكبير

شهادتك وسام اعلقه على صدرى

يا ريت استاذنا تشاركنا فى جزء من الاجزاء اختار اى محطة من المعطف ترضيك

دايما منورنى
خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

محمد الجرايحى

استاذى الفاضل

مشاركتك بالتعليق تشريف لى
وزيارتك لى تسعدنى و تشرفنى

دايما منورنى
خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

شجن البنفسج

اختى العزيزة

هذه فكرة من مصطفى سيف اتمنى ان تتحقق لكن لننتظر قليلا حتى تكتمل

دايما منورانى

خالص تحياتى و سلامى الى تراب القدس الشريف

ابراهيم رزق يقول...

reemaas

سعيد جدا انها اعجبتك
و سعيد جدا بتعليقك الرقيق

دايما منورانى
خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

موناليزا

متشكر لمجاملتك و سعيد بمرورك و تعليقك

دايما منورانى

خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

ريماس

تعليقك قصيدة جميلة من ابداعك

دايما مشرفانى و منورانى بتواصلك

خالص تحياتى لتحليل المتميز

ابراهيم رزق يقول...

مصطفى سيف

اخى العزيز

عندما تاتى هذه الشهادة منك فهى بالنسبة شهادة نجاح اعتز بها
اما تحليلك فوصلت الى لب ما اقصد
لكن و انا اكتبها كنت اريد ان اهديها اليك و الى قنا الغالية

يا ريت تتجمع فى مدونة واحدة و لكنى اخشى من عدم المتابعة يمكن ان تستضيفها على مدونتك الجميلة

الجزء التالى معك افعل به ما شئت

منورنى

خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

شرين سامى
اختى العزيزة

قرات تعليقك على الجزء العاشر و سعدت به جدا

لا تعتذرى لم يحدث شىء
سعيد انها اعجبتك و سعيد بتحليلك و اعطائى اكثر من حقى

اما الحلم و التنازل عنه او العجز عن الوصول اليه تلك هى حكاوى معطفك الجميل الذى اخرج هذه الاشياء

دايما منورانى

خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

FAW

صديقى العزيز

سعيد بزيارتك للمرة الاولى

القصة مفتوحة لمن يريد ان يكتب اى جزء يخطر فقط انه سيكتب
سعيد انها اعجبتك

موضوع الفواصل انا فاشل يا اخى فى عملية التنسيق و الفواصل و بحس انها تخرجنى عن تركيزى لكن ساحاول اخى العزيز
سعيد بوجودك و ارجو ان يتكرر
خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

دعاء العطار

اختى العزيزة

نعم رغم ان الحلم بسيط و مشروع الا انه يكاد يصل الى درجة المستحيل

اسعدنى تعليقك المتميز و اوافقك عليه
دايما منورانى بمرورك

خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

كارمن
اختى الرقيق

اسعدتينى بمرورك و تعليقك الرقيق

منورانى

خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

لولا و زهراء

اعجبنى تعبير كولكشن جميل
احسست بانى فى عرض ازياء او حلى و مجوهرات ههههههههههههه

سعيد انها اعجبتك
ارجو دوام التواصل و الزيارة

منورانى
خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

نور

تعليقك اعجبنى جدا جدا

كلماتك و اطرائك تعطينى اكثر من حقى

تحليل ممتاز و وصلتى لما اقصده

منورانى دائما
خالص تحياتى و ارجو دوام التواصل

غير معرف يقول...

تشرفت بزيارة مدونتك الرائعة والاطلاع علي بعض كتاباتك
واتمني ان نتواصل في الفترة القادمة
اخوك في الله محمود احمد
http://oasis-askar.blogspot.com/

ابراهيم رزق يقول...

ماشى بنور الله

اخى محمود احمد

الشرف لى بزيارتك

يسعدنى التواصل

منورتى
خالص تحياتى