نبتت اشجان و هى تحلم بالحب فهى تملك كما كبيرا من المشاعر والاحاسيس تحلم بأن تفيض بها على فارس احلامها بهذا الفيض دائما هكذا مع الجميع محبة بحر من الحنان و المحبة بكل الامل فى الغد تخرجت من كليتها و نزلت الى العمل تسبقها احلامها تعرفت على زميلها فى العمل ثروت شاب من منطقة شعبية نظرت له نظرة البطل الذى كانت تشاهده فى افلام الابيض والاسود وجدت فيه كثيرا من شخصية ابن البلد الشعبى فى قصص نجيب محفوظ عن الحارة المصرية خفق قلبها له او هكذا ظنت وخفق قلبه لها او هكذا اوحى لها تقدم لخطبتها اعترض اباها بشدة نظرا للفارق الاجتماعى بينهم فهو اديب كبير و شخصية من الشخصيات الكبيرة فى مجال الاعلام جلست معه قالت له انه تحبه و هو يحبها وهى واثقة من حبه وطالما يحبها فهو لن يؤذيها فى قلبها تفهم والدها وجهة نظرها و بعقلية المفكر المتفتح وافق على اختيارها فهو لا يستطيع ان يجبرها على شىء
جلست اشجان فى الكوشة وهى غارقة فى محيط حلمها تحلم وهى تجهز له طعامه تحلم وهى تجلس معه وسط اطفالها تحلم وهى تحاوره فى شرفة شقتها حلمت بكل لحظة تعيشها معه زفت اليه فى شقة بسيطة بمنطقة شعبية كانت بالنسبة لها قصرا افضل من الشقة الفاخرة التى كانت تقطنها مع عائلتها وبعد شهر العسل ظهر ثروت على حقيقته انسان لا يطاق حاد المشاعر عدوانى هو واهله عاملها بكل عنف ولاقت من اهله ما لا يتحمله بشر وفى النهاية كانت النتيجة الحتمية انفصال عن ثروت و هى تحمل طفلة جميلة اسمها جميلة لا يتعدى عمرها ثلاثة اشهر
تخطت اشجان احزانها وحاولت ان تنسى ما حدث اقبلت على الحياة من جديد تعطى و تبعث السعادة والحب فى من حولها رغم ما يحدث من مناوشات طليقها ثروت حاولت ان تنطلق تحضر حفلات ندوات ادبية وغيرها وفى احدى المرات تعرفت على محمود اديب شاب له بعض القصص والروايات تكلمت معه وناقشته فى احدى رواياته تكلم معها اعجب باسلوبها فى التحاور معها وانبهر بثقافتها وعلمها رويدا رويد تعلق بها وتعلقت به كانت جلساتهم الصباحية على احد المقاهى وهما يتناولان فنجان القهوة هى احد فروضهم اليومية وكانت رفقته له وهو يتسوق ويشترى ملابسه سنة من سنن حياتها ورحلة من رحلات الاحلام افاضت عليه شلال مشاعرها ولمس هو بحبه اوتار قلبها طارت من السعادة وتخطت السماء و سبح هو فى رحاب قلبها و تنسم هواءه وارتوى من شريانه
مرت الايام كالثوانى وفى احدى يقظات الحلم سألته متى سنرتبط ونتزوج فاجئها بأنه لن يتزوج فالزواج من وجهة نظره هو مقبرة الحب هو صخرة الواقع التى يتحطم عليها امال العاشقين هو ابواق السفن المزعجة التى توقظ المحبين من نعيم احلامهم تلقت وجهة نظره كالعاصفة المدوية عليها الان الاختيار بين ان تعيش فى عالم افتراضى من الحب ام تنسحب وتنزل الى ارض الواقع وكان اختيارها ان تنسحب من العالم الافتراضى
انسحبت اشجان من حياة محمود وحاولت النسيان ولكن النسيان ليس اختيارا طاردتها ذكرياتها مع محمود تنام على لهيبها تصحو على سياطها تزعجها ناقوسها نهارا و تقلقها هديرها ليلا ورغم اكتساء الحزن اشجان الا انها مازلت ذلك الينبوع الملىء بالحب والسعادة ولكنه مازال يفتقد الايدى الحانية التى تضع يدها فيه وتشرب من عذب ماءه مازلت ذلك النورس التائه الذى يبحث عن شاطئه