قابلت هؤلاء

 (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ))

توفى اليوم الدكتور اسامة الباز مستشار الرئيس حسنى مبارك

و لا اجد سوى بوست قديم كنت قد نشرته عنه فى اول سلسلة

قابلت هؤلاء

  

تلك سلسلة قصيرة ساكتبها عن مشاهير قابلتهم و لن اقول عرفتهم لانى قابلتهم فى موقف وحيد او مقابلتين و لم اعرفهم و لكن لان الانطباع الاول يدوم فلنقل انطباع اتمنى ان تنال اعجابكم حتى اكملها

                           الدكتور اسامة الباز

لا اعرف فى اى عام كنت لكن ما اتذكره انى كنت فى قصر السينما بجاردن سيتى اشاهد فيلم تانجو للمخرج الاسبانى الكبير كارلوس ساورا و من ذهب الى قصر السينما يعرف ان قاعة العرض صغيرة حوالى خمسون مقعدا و كانت ممتلئة عن اخرها بعد بداية العرض فوجئت بدخول رجل وقور يرتدى بدلة و يجلس على السلم بجوارى لفت نظرى جلوسه بالبدلة و بعد قليل اثناء مشهد مضىء على الشاشة وقعت عينى عليه يا الله انه الدكتور اسامة الباز مستشار رئيس الجمهورية يجلس على السلم وقفت من على الكرسى الخاص بى و عرضت عليه ان يجلس مكانى و لكنه رفض بشدة طبعا خوفى من الشوشرة على المشاهدين بالقاعة سكت و جلست على الكرسى الخاص بى مرة اخرى و بعد انتهاء الفيلم فوجئت به يشكرنى بكل ذوق على عرضى له بالكرسى الخاص بى بل اكثر من ذلك فوجئت به يتكلم معى يتناقش فى الفيلم و مع صديق لى مخرج و سينارست و صديقة ممثلة اصبحت الان شبه شهيرة و خرجنا خارج القصر و انا ابحث عن سيارته السوداء و طقم الحراسة الخاص به لكنى فوجئت بعدم وجود سيارة له و هنا تجلت عبقريته فى التواضع عندما قال هو انا معطلكو فقلنا كلنا فى نفس واحد ابدا بل نحن سعداء جدا ثم قال لنا هتركبوا ايه فقلنا هنركب المترو فقال لا مانع انا كنت هاركب تاكسى لكن لا مانع من المترو و مشى معنا الى محطة المترو و ركب كلا مننا فى اتجاه
مضت على هذه المقابلة سنوات عديدة و لكنى تذكرتها قريبا لماذا اسامة الباز من كل المقربين من الرئيس لم يذكره احد بكلمة سوء فى حقه و هو رغم قربه فترة كبيرة من الرئيس لم نسمع انه استفاد يوما من قربه بل ان زوجته المذيعة المحترمة اميمة تمام لم تستفد اطلاقا فى اى منصب بالتلفزيون و عرفت الان لماذا تم ابعاد اسامة الباز عن الرئيس فى السنوات الاخيرة لانه ببساطة هذا اللا حسنى اللا مبارك لا يحب الرجال المحترمين