سبع ايام مرسى البواب

تنهيدة كبيرة و عميقة خرجت من داخلى تنهيدة حنين الى الزمن الجميل زمن العزوبية بعيدا عن رق و استعباد الزواج زمن الهواء النقى و السعادة و لمن لا يعرف طقوس المصيف للشباب ان فكرة التصييف تأتى فى لحظة خاطفة بعبارة عفوية تيجى نروح اسكندرية اذا لقت العبارة القبول يذهب كل فرد الى منزله يحضر شنطته و هى عبارة عن شنطة هندباج بها كم شورت على تيشرت مع بنطلون جينز احيانا و شبشب بصباع او ريكو و كوتشى فقط بدون اى لاوازم اخرى ثم نذهب الى محطة القطار او موقف الميكروباص
فى احد اعياد الاضحى خطر ببالنا ان نسافر الاسكندرية اخذنا نفسنا و سافرنا حوالى سبعة من الشباب ذهبنا الى عروس البحر المتوسط و كالعادة عند الوصول نبحث عن سمسار ليجد لنا احدى الشقق المفروشة و لكنه موسم عيد الاضحى و لا توجد شقق فارغة فجميع الشقق تم تأجيرها تعبنا من المشى مع السماسرة فقلنا نسأل السماسرة المقنعين و هم البوابين وقع فى نصيبنا عم مرسى البواب فعلا هذا اسمه بكل نية سليمة عم مرسى كان رجل فى الخمسينات اخذ على عاتقه البحث لنا عن شقة و عندما اعياه التعب و حل الليل قررنا الرجوع للقاهرة نجر اذيال الخيبة وعرض عم مرسى البواب ان نتناول الشاى فى حجرته قبل ان نسافر وافقنا و دخلنا شقته او حجرته وجدنا شقة نظيفة فى الصالة كنبتين استنابولى نظاف و حجرة بها سريرين و حمام بلدى معتبر و مطبخ صغير جدا سالته المدام فين يا عم مرسى قال فى البلد بتعيد اما انا فموجود هنا عشان موسم وكل سنة وانت طيب حينها خطرت لى فكرة لماذا لا نقيم فى حجرة البواب فنحن تقريبا لا نحتاج الغرفة غير فى النوم ساعات قليلة والاستحمام و تغيير الملابس عرضت الفكرة على زملائى قالوا سيرفض قلت نعرضها و نرى و كانت المفاجاة وافق عم مرسى ولكن بشروط اولها مبلغ محترم مثل اى شقة ثانيها ان نحل محله فى حالة وجودنا بالحجرة طبعا وافقنا و قلنا فى عقل بالنا ايه المشكلة كل الموضوع دكة و نجلس عليها ايه المشكلة
و فى العمارة الراقية بشارع اسكندر ابراهيم بميامى بدات الرحلة عم مرسى يقوم بعمله نهارا و عندما نحضر يتركنا والان اسألكم هل فكرتم ان تكونوا عم مرسى البواب لمدة اسبوع طبعا لم يخطر ببالكم اول الزبائن سيدة تنادى يا عم مرسى يا عم مرسى يخرج لها احد زملائى ليجيبها عم مرسى فى مشوار اى خدمة ممكن تغير لى الانبوبة حاضر يا افندم و يذهب لها ليغير الانبوبة طبعا طلع لها بالشورت لانه لم يحضر بناطيل ليتلقى وابل من اللوم كيف يصعد لها بالشورت وماذا يحدث اذا حضر زوجها الان ينزل صديقى مسرعا محملا باللوم و اللعنات لنبحث عن اخر يرتدى بنطلون يصعد لها ثم تبدء رحلة البحث عن مفتاح ثم جلدة للانبوبة
سيدة اخرى نادت يا عم مرسى يا عم مرسى كان الدور على لكى اقوم بدور عم مرسى بحثت عن صديقى الذى يرتدى البنطلون خلعه و ارتديدته و صعدت لها فقالت لى انا عايزة ربع كيلو جبنة تركى مش عارف ليه بيقولوا عليها تركى ميقولوا رومى و خلاص و زيت و صابون و عيش فينو حاضريا هانم و نزلت زى الباشا و بعد ان احضرت القائمة فوجئت بها تقول لى ان كوكى ابنتها تريد توست و مربى فاضطريت ان انزل مرة اخرى و احضر التوست و المربى لست كوكى هانم
ليلا تنام على انغام اصوات المواتير فكل شخص قام ليلا ليشرب او يدخل الحمام تسمع فاصلا من العزف للسيموفنية السابعة للمواتير بالذات لو فى شخص فى العمارة عنده اسهال فالسيموفنية لا تنقطع ابدا اما قمة الماساة ليلا عندما تكون تغظ فى نوم عميق لتسمع النداء الشهير عم مرسى عم مرسى افتح الباب طب البيه او الهانم مخدش مفتاح باب العمارة معاه ليه هو تقيل او بيكهرب و لكنه متكل على عم مرسى و فى نهاية الرحلة جاء عم مرسى ليودعنا و يطلب مننا حصته فى البقشيش من سكان العمارة فاجبناه اننا لم نوافق ان نأخذ بقشيشا فقال لنا بصوت جهورى انا مالى ده موسم وضيعتوه عليا حد قالكوا متخدوش بقشيش انا مليش دعوة ده قوتى و قوت عيالى يا واخد قوتى يا ناوى على موتى كلامك صحيح يا عم مرسى وايه رايك انت يا عم مرسى

                                        بلد مجانين صحيح 

 اشكركم جميعا

اشكر كل من علق

او اتصل بى تليفونيا

ربنا ميحرمنيش منكم جميعا

وارجع وأقول لسه الطيور بتفنّ
والنحلايات بتطنّ
والطفل ضحكه يرنّ
مع إن مش كل البشر فرحانين