ايوب

من الطبيعى ان يختلف الناس على انسان و لكن هذا الشخص لم يختلف عليه احد احبه كل من عرفه الانسانية تتجسد فى شخصه خدوم لاقصى درجة اذكر انى زرته فى احد الاعياد و لم اجده و عندما سألت عليه قالوا لى بمشرحة زينهم و عندما انزعجت قالوا انه هناك مع اهالى ضحايا قطار الصعيد يحضر لهم عصائر و مشروبات و اغذية و يساعدهم فى تجهيز سيارات نقل الموتى يحاول ان يخفف عنهم دون ان يعرف اى شخص فيهم
عيد اخر من الاعياد كان يقف امام قسم الشرطة لان احد الظباط امسك باحد الشباب امامه دون سبب و عندما سأله عن اهله لكى يتصل بهم ليخبرهم عرف انه من جرجا فذهب معه الى القسم و احضر له طعام و محام و انتظره حتى خرج من القسم  دون ان يعرفه بينما الناس تستقبل العيد
مرة اخرى اثناء ذهابنا الى فرح احد اقاربنا وجد سيارة معطلة على الطريق بها عائلة وقف لهم و اخذ عائلة صاحب السيارة الى كافتريا امنة ثم ذهب مع صاحب السيارة للعامرية مسافة خمسة و ستون كيلو متر و احضر قطع غيار و ميكانيكى و لم يتحرك الا بعد اصلاح السيارة و بالطبع لم نحضر الفرح
لن اذكر كيف ساعدنى كثيرا لانها قد تكون امورا شخصية لكنه انسان قلبه و بيته مفتوح للجميع
اشتكى فى يوم من مغص عادى فذهب الى مستشفى عين شمس التخصصى و لكن تطور الموضوع بسرعة و فقد القدرة على المشى و احتار الاطباء فى تشخيص حالته لدرجة اقترحوا اجراء عملية استكشافية و لكننا رفضنا
مرت الايام و حضر احد الاطباء الالمان مستشفى وادى النيل و استطاع ان يشخص حالته و قام بعلاجه و استطاع ان يمشى على قدميه من جديد فقام باداء فريضة الحج و لكن بعد فترة فقد القدرة على الحركة مرة اخرى و فشل الجميع فى علاجه ظل حوالى عشر سنوات طريح الفراش بل انه فى اخر عامين فقد نظره تدريجيا رغم كل هذا و رغم الم المحيطين به الا انه احتفظ بأبتسامته و برضاه بما ابتلاه ربه بل أن ابتسامته هى من خففت عن المحيطين به كثيرا من الألم لدرجة تحيرى من هذا الانسان اهو بشر مثلنا من يتحمل كل هذا و هو مبتسم و راضى بقضاء ربه
مات امس احمد عبد الرحمن زوج اختى و ابى الروحى و كانت وصيته فقط ان يتم الصلاه عليه فى مسجد الحسين الذى طالما ذهب اليه و صلى به رحمة الله عليه غفر الله ذنبه و اسكنه فسيح جناته