الاثنين، 24 أكتوبر 2011

حنين حنان

                             معطف من قيود 29

اثناء تعليق العزيزة شمس النهار على قصة فرج فراج قالت تعليق توقفت عنده كثيرا و هو اعجبتنى الدكتورة حنان توقفت لانها كانت شخصية غير محورية بالاحداث اما لماذا توقفت امام تعليقها و لماذا هى توقفت فتلك قصة مختلفة لذا اهدى هذا الجزء من المعطف الى العزيزة شمس النهار لانى توقفت امام شخصية الدكتورة حنان بسببها و اتمنى ان ينال اعجابكم و اعجابها و ان اكون  قد نجحت فيما ابغيه
                          
                                حنين حنان 

بعد أن انهت الدكتورة حنان عملها بعيادتها استقلت سيارتها عائدة الى المنزل و لكنها رغم انتهاء عملها الشاق و ارهاقها طوال اليوم بين المستشفى وعيادتها الخاصة لا ترغب فى العودة الى المنزل لكى تستريح قليلا تشعر بأن تلال من الحزن تكسو صدرها و لا تعرف السبب لمحت من بعيد اضواء خافتة لكافيه فكرت لماذا لا تشرب فنجان من القهوة انها بحاجة له اوقفت سيارتها و نزلت و دخلت الى الكافيه

امسكت الدكتورة حنان فنجان القهوة الساخن شعرت بالدفء يسرى بين كفيها لماذا لا تشعر بالدفء فى حياتها  لماذا هى غير سعيدة رغم نجاحها كطبيبة فقد حصلت على الدكتوراه و الزمالة من امريكا رغم سنوات عمرها الصغير لها عيادة يحسدها  عليها الجميع لماذا لايفارقها الحزن ما هو سببب ملازمته لها  ايمكن ان يكون بلا سبب لماذا لا تعرف للسعادة طعما لماذا لا تتذوق نجاحها امتلئت عيناها بالدموع و هربت بعضها بالرغم من محاولة حبسها داخل مقلتيها

قامت حنان و دخلت الى الحمام لكى تغسل وجهها من الدموع ما هذا الذى بداخل الحمام انه معطف ثمين صناعة ايطالية هنا فقط تذكرت لماذا هى حزينة تذكرت حلمها القديم الذى اختنق بداخلها و تاه و اختفى فى دوامة الحياة و تلاشى رويدا رويدا مع صعوبة دراستها و عملها الشاق لدرجة انها لم تستطع حتى تذكره ما اصعب ان ننسى احلامنا و تتوه منا فى دروب مظلمة بعيدة  نجد صعوبة فى مجرد تذكرها نعم تذكرت حلمها ايطاليا روما دراسة الرسم فى ايطاليا انه حلمها وجدته مع المعطف لقد تخلت عن حلمها بضغط من والدها الذى ارغمها على دراسة الطب لانها تفوقت فى الثانوية العامة و حصلت على درجات عالية يا الله ايكون مكافاة تفوقها اجهاض حلمها و التخلى عنه كم كرهت تفوقها الذى اصبح مثل امواج البحر العاتية تدفعها بسرعة كبيرة الى شاطىء اخر قد يكون اجمل من شاطئها لكنه ليس بشاطىء احلامها

 ارتدت حنان المعطف و طارت بجناحى خيالها الى روما اكاديمية سانتا اندريا   و حصولها على الدكتوراه منها  نعم هذا المعطف يليق بافتتاح معرض  لوحاتها فى اكبر قاعة عرض بروما غادرت الكافيه و هى تحلق بمعطفها تسير باحلامها تتراقص  مع فرحتها تعدوا بشوارع روما بين تماثيلها و لوحاتها يبلل وجهها بقطرات المطر المنعشة الصافية التى تتساقط وتغوص قدماها فى حبيبات الثلج البيضاء و تحتضن بصدرها باقات الزهور الخميلة من معجبيها و ترتفع  انأملها  كريشة ملائكية تطير بها بين الوان قوس قزح  و فجاة رن هاتفها المحمول ايقظها من احلامها  تليفون من المستشفى يستدعونها هناك مريض فى حاجة لها بحثت عن سيارتها لم تجدها لقد بعدت عنها مسافة طويلة جدا خطتها قدماها دون ان تشعر خلعت المعطف و وضعته على التمثال الذى يتوسط الميدان الموجودة  به ابتسمت ابتسامة نشوة محملة بالشجن و الرضا  و اوقفت تاكسى و ركبته لكى تلحق مريضها بالمستشفى
   


  

هناك 35 تعليقًا:

ظلالي البيضاء يقول...

أستاذ إبراهيم
مكافأة اول تعليق من نصيبي .. أرسلها لي على البريد السريع ..
قصة جميلة أيقظت في نفسي أحلامي القديمة التي ربما بعضها تحقق والبعض الآخر ذهب أدراج الرياح ..
قصة هادفة .. وتعبير بسيط سهل واضح .. بكلمات تصل للأذهان صورتها قبل أن تبلغ الأذهان معانيها ..
دام قلمك مبدعاً
مع التحية والسلام

faroukfahmy يقول...

حبــــى الابراهيمــــى
لماذا لا يفارقنا الحزن يا ابراهيم حتى فى زحام الاشواق المدفونه بين ضلوعنا
لماذا تتوه الحقيقة فى اعماق نفوسنا ، وفى اصداء الحياة يتربص بنا شبح الحزن ،
الحزن فيما فاتنا والحزن على من فارقنا والحزن لما لم يتحقق والحزن الرابض فى قلوبنا الجريحة التى تتوجع من واقعنا الاليم مهما كان مظهر بهجته فى نظر الآخرين
اين ذهبت الفرحة القادرة على على ازاحة الحزن وتنقلنا بشوق بسرعة الى عالم جديد غير الذى عاهدناه واخلف وتخللى عنما كنا ننتظره منه
ابراهيم
كم اتوق ان تلتقى عينى بقصة كاملة باسلوبك الرائع وافكارك النيرة وسخريتك اللاذعة وانت قادر على الجمع بيتهم جميعا ولا تنسانا الا ونحن معهم
الفاروق

افكار مبعثرة يقول...

جميلة جدا :)
تحياتي

zizi يقول...

الله الله الله يا ابراهيم على التسلسل المنطقي للأحداث ..ماذا فعلت الأحداث بالناس وبالمعطف ..سردك جميل وتسلسل الكلام فيه عفوية وتلقائية جميلة ..فتح الله عليك وامتناني لقلمك المبدع ..

شمس النهار يقول...

:))

لطيف ان الواحد يفتح النت علي الصبح
يلاقي شئ يسعده

:)))

القصة لطيفة جدااااااااا
ومش ناس كتير بتقدر تحقق احلامها

علشان كده في تاج السعادة
قلت ان الحمد لله
ربنا كرمني وحققت كتير من احلامي

دلوقتي بحلم لبناتي واحفادي
:))

Ramy يقول...

يا خرابى على المعطف ده و سنينه

(((:

تسلم ايدك يا استاذ ابراهيم

أقول ايه بس

خلتنى ابتسم بزياده ((:

شكراً

reemaas يقول...

اد ايه جميله احلامنا لما نعيشها ونسرح بخيلنا فيها

واد ايه بيبقى صعب اننا نصحى على واقع ماخترنهوش ومالوش علاقه بيها

بسمة الورد عطر المشاعر يقول...

يالها من قصة عزفت على اوتار الاحلام

الضائعه فى خضم الايام ومتاعبها.

احسنت العرض استاذ ابراهيم

راق لى تواجدى واستمتاعى بما قدمت

مودتى واحترامى لابداعك

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

ما اصعب ان ننسى احلامنا و تتوه منا فى دروب مظلمة بعيدة نجد صعوبة فى مجرد تذكرها


استاذى العزيز واخى الغالى
السلام عليكم

لا اجد ما اقول فى تعليقى اكثر من كلام الاصدقاء

قصتك وتعليق اساذ فاروق اكثر من رائعين


اتدرى ان هذه القصة تنطبق على بعض الشىء فبرغم دراستى فى الفنون الجميلة وحبى الشديد لرائحة الألوان الزيتية و باليت الالوان وهذه الهواية الجميلة
الا ان الحياة حالت بينى وبين دراساتى العليا وان اكمل بشكل عملى فى هذا المجال

لمست شىء من روحى اليوم اخى الفاضل

وكم اشفق على هذا المعطف الذى سافر انحاء المدونات ينثر الامال والطموحات بين البشر ليسعدنا بقصصه الرائعة


تحياتى لك وتقديرى

Unknown يقول...

كم من أحلام دفنت بداخلنا وظلت تؤرق حياتنا رغم النجاحات الظاهرية التى ربما كانت مصدر حسد من الآخرين ......

nour alqamar يقول...

مساء الخير
شكرا لك قصه رائعه استااااذ شكرا لك وبالتوفيق
ومدونه رائعه .. اسعدت بوجودي
تقبل مروري
نور

زينة زيدان يقول...

رائعة تحمل مشاعر غامرة
قصة وذكريات وأحلام
مهما بعدنا عنها هي باقية
تحيا فينا منتظرة أي لمحة لتستيقظ فينا
وتنقلنا من الواقع إلى الاحلام
ثم يعود الواقع ليفرض نفسه
وتبقى تللك اللحظات التي استرقناها من الزمن هي أجمل اللحظات...
تحيتي لجميل بوحك
وعمق مشاعرك
و ل شمس النهار
كل الود

EMA يقول...

جزء مميز جدا من سلسلة انا حبيتها جدا و بدات اتابعها بجد ابداع

تسلم ايدك أخي و اختيارك المتميز

تقبل مروري وتحيتي

دعاء العطار يقول...

قبل ماتحلم فوق .. احلم وانت فايق

قبل ماتطلع فوق ... انزل للحقايق

جايز حلم فى غمضة عين .. عايز يتحقق ف سنين

وجايز يبقى الحلم اتنين وتحققهم قبل دقايق


افتكرت الاغنيه دى لما قريت البوست

فيه احلام مش بنقدر نحققها لان الواقع ضدنا ... كان ممكن نعافر ونعيش الحلم لكن ساعات بنختار الواقع

القصه جميييله جدااا ... بيجسد الاحلام الغير ممكنه

:) :)

Unknown يقول...

أستاذي العزيز...صباح الفُل و الياسمين :)
إنهارده أجازه أخيراً من الشغل و قلت ألحق كل اللي فاتني...معرفش إن فاتني سعاده بين حروفك لا تقدر بثمن :)
القصه رائعه و لمستني جداً لأنها بتشبهني شويه...أنا كمان سنين كتير بعد تخرجي كنت حاسه إن في حاجه نقصاني و إن ده مش طموحي إني أروح الشغل و أتجوز و أخلف...و لما إفتكرت إني كنت بحب أكتب و رجعت تاني متتخيلش حياتي إختلفت إزاي و سقف طموحي عمال بيعلى و سعادتي و نشوتي بالكتابه لا توصف...بس خدت من تركيزي في البيت :(
شوية فضفضه على الصبح لا تضر

رائعه القصة و آسفه للتأخير هنشرها حالاً يا فندم.

أرق تحية لك

غير معرف يقول...

مساء الغاردينيا أستاذ أبراهيم
حكاية حنين حنان وذلك الحنين للماضي للحلم للأمنيات لطفولة كانت ترسم من خلالها دوائر وخطوط ورود وجنات وجوه وبشر وكان الحلم ريشة وورقة وكبرت لتراها لوحة فـ حلمت وتمنت وأنتظرت ولكن القدر والبشر كانوا بـ المرصاد لحظات صادفت فيها حنان معطف له رائحة الحلم وخيوطه من ماضي وحنين أعادها الى الخلف سنين وسنين بكت دون دموع وأعتلى صوتها دون نحيب وقفزت الأمنيات والأحلام كـ الأطفال حولها كـ طفل سلبوه حضنها وسلبوها حق إحتضانه لم تستطع أن تأخذه إليها ولم تستطع أن تغادره ..أصعب ماقد نتعرض له أن تسلب منا أمنياتنا وتسرق منا الأحلام ألم أقل أن الأحلام كـ الأجنة تنمو في رحم الإنتظار ولكن ألا يحق لها الخروج للحياة ؟
لن يجيب القدر والبشر لأنهم يغتالون أحلامنا حتى ننزفها وجع وحنين "
؛؛
؛
أستاذ ابراهيم شدني العنوان وشدتني أكثر حنان من معطف أعادها لريشة وألوان وحلم سلب منها ..
كنت رائعاً هنا وجسدت الحنين رغم ألمه "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

ابراهيم رزق يقول...

ظلالى البيضاء

هههههههههههه
انا تحت امرك بس عايز المكافاة بالدولار و لا الاسترلينى و لا اليورو و لا الجنيه او الليرة السورية

نورتنى
تحياتى و تقديرى

ابراهيم رزق يقول...

فاروق فهمى
استاذى العزيز
ملك الزهرات
ابن بطوطة المدونين


صدقنى يا استاذ فاروق لا اقدر على التعليق على تعليقك المميز الذى رفع القصة التى كتبتها الى منزلة لا استحقها
استاذى زاد تعليقك القصة قيمة

و الله ممكن لكن من يقرأ استاذى

نورتنى
تحياتى و تقديرى

ابراهيم رزق يقول...

افكار مبعثرة

متشكر على مجاملتك الكريمة

نورتينى
تحياتى

تطبيقات يقول...

كلماتك ... رقيقة جدااا

ابراهيم رزق يقول...

شمس النهار

شمس الشموس

ربنا يديم عليكى السعادة
و الحمد لله تحقيقك معظم حلمك بسبب اصرارك على الحلم و تمسكك به

حلمك لبناتك و احفادك هو تكملة لحلمك لان الشخص يريد ان يكمل ابناؤه ما عجز عن تحقيقه من حلم

نورتينى
خالص تقديرى و احترامى

ابراهيم رزق يقول...

رامى
القلب الطيب

سعيد جدا بابتسامتك الجميلة

نورتنى
خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

reemaas

اد ايه تعليقك بسيط و واقعى

يبقى الحلم جميل طالما لم يتحقق و يبقى الواقع مرير طالما لم نختاره

نورتينى
تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

بسمة الورد

الاجمل من القصة تعليقك الذى يحمل رائحة الورد و بسمة الكلمات

نورتينى
تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

ام هريرة
اختى العزيزة

وحشتنى جدا تعليقاتك الجميلة

كلنا فعلا هذا الرجل كلنا يبقى شيئا من احلامنا لم يتحقق يحمل شجن و جرح خفيف يؤلم كلما مر عليه طيف الحلم

لننتظر الى اين بأخذنا المعطف

نورتينى
خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

محمد الجرايحى
استاذى العزيز

معك حق تماما النجاح الظاهرى قد لا يكون دليل على السعادة و تحقيق الحلم

نورتنى
خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

نور القمر

سعيد جدا بتواجدك
اهلا و سهلا بكى
متشكر على مجاملتك
و ارجو دوام التواصل

نورتينى
خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

زينة زيدان
اختى العزيزة
و اخت الشهيد


اعجبنى جدا تعليقك لدرجة انه لا يوجد تعليق عليه

نورتينى
خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

EMA

اختى العزيزة

الاجمل هو تعليقك الرقيق
يسعدنى دوام التواصل

نورتينى
خالص تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

دعاء العطار
شرين سامى
ريماس

من دواعى الصدف الجميلة
ان يكون تعليق اخواتى الصغار دعاء و شرين و ريماس متتالى و لعلى انتهز الفرصة العظيمة و الصدفة الجميلة ان اجمعكم فى تعليق واحد هو تعليق المبدعين
فعلا و الله العظيم اشعر بالفخر بكم و كم فرحت جدا بتحقيق شرين سامى او لبنة فى طريق احلامها
لو فتحت فى التعليق عنكم ساكتب صفحات و صفحات و لكنى ساكتب برقيات صغيرة

دعاء العطار
الاغنية جميلة و معبرة عن البوست اما عن الواقع فهو مقبرة الحلم

شرين سامى
جميلة فضفتك و جميل ابداعك و تحقيق حلمك و جميل معطفك فأنت صاحبة الفضل به

ريماس
استمتعت بتعليقك و تحليلك و اقسم بالله ان تعليقك اعطى للقصة قيمة اكبر منها

اخواتى الاعزاء
شكرا

ابراهيم رزق يقول...

تطبيقات

متشكر جدا لمجاملتك الكريمة

نورتنى
تحياتى

نسرين شرباتي "أم سما" يقول...

باختصار:
أحزنتني القصة
لأنها ذكرتني بأحلام منسية دفنت مع الريح :(

قصتك محبوكة بحرفية يا أ. ابراهيم
لا أملك إلا الحزن الداخلي الآن
:(

ابراهيم رزق يقول...

نسرين شرباتى

انا اسف اذا كانت القصة اثارت احزان منسية و دفنت

متشكر على مجاملتك الرقيقة

وظائف خالية يقول...

موفق .. لكل ما هو قيم :)

Ahmed demo يقول...

بجد طريقتك فى الكتابة فظيعة جداً والسرد بتاع القصة كأني عايشها بالظبط لحظه لحظه :)